قصيدة فى حب الرسول صلى الله عليه و سلم
و توبة العبد توبة نصوح ليرضى ربه
فخالص الشكر لكاتبها و إليه أهدى جميع الثناء على القصيدة و ربنا يكرمه دنيا و آخرة و يرحم والديه و يثبه جنة و نعيماً
بك أستجير فمن يجير سواكـا ***فأجر ضعيفاً يحتمي بحماكـا
إني ضعيف أستعين على قوى***ذنبي ومعصيتي ببعض قواكـا
أذنبت ياربي وآذتنـي ذنـوب ***مالهـا مـن غافـر الاكــا
دنياي غرتني وعفوك غرنـي ***ما حيلتـي فـي هـذه أو ذاك
يا مدرك الأبصار والأبصار لا ***تـدري لـه ولكنهـه إدراكـا
إن لم تكن عيني تراك فإننـي ***في كل شيء أستبيـن علاكـا
يا منبت الأزهار عاطرة الشذا ***هذا الشذا الفواح نفح شذاكـا
رباه ها أنذا خلصت من الهوى***واستقبل القلب الخلي هواكـا
وتركت أنسي بالحياة ولهوها ***ولقيت كل الأنس في نجواكـا
ونسيت حبي واعتزلت أحبتي***ونسيت نفسي خوف أن أنساكا
أنا كنت ياربي أسير غشـاوة ***رانت على قلبي فضل سناكـا
واليوم ياربي مسحت غشاوتي * **وبدأت بالقلب البصيـر اراكـا
يا غافر الذنـب العظيـم وقابـلاً *** للتـوب قلـب تائـبـاً ناجـاكـا
يارب جئتك ثاويـاً أبكـي علـى*** مـا قدمتـه يـداي لا أتبـاكـى
أخشى من العرض الرهيب عليك يا****ربـي وأخشـى منـك إذ ألقاكـا
يارب عدت إلـى رحابـك تائبـاً***مستسلمـاً مستمسكـاً بعـراكـا
مالي ومـا للأغنيـاء وأنـت يـا***ربـي الغنـي ولا يحـد غنـاكـا
مالي ومـا للأقويـاء وأنـت يـا***ربي عظيـم الشـأن مـا أقواكـا
إني أويت لكل مأوى فـي الحيـاة***فمـا رأيـت أعـز مـن مأواكـا
وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة ***فلم تجد منجـى سـوى منجاكـا
وبحثت عن سر السعـادة جاهـداً***فوجدت هذا السـر فـي تقواكـا
فليرضى عني الناس أو فليسخطوا***أنا لم أعد أسعـى لغيـر رضاكـا
أدعـوك ياربـي لتغفـر جوبتـي***وتعينـنـي وتمـدنـي بهـداكـا
فاقبل دعائي واستجب لرجاوتـي***ما خاب يوماً من دعـا ورجاكـا
يارب هذا العصـر ألحـد عندمـا***سخّـرت ياربـي لـه دنيـاكـا
ما كان يطلـق للعـلا صاروخـه***حتـى أشـاح بوجهـه وقلاكـا
أوما درى الإنسان أن جميع مـا***وصلت إليه يـداه مـن نعماكـا
يا أيهـا الإنسـان مهـلاً واتئـد***واشكر لربك فضـل مـا أولاكـا
أفـإن هـداك بعلمـه لعجيـبـه***تـزورََََّ عنـه وينثنـي عِطفاكـا
قل للطبيب تخطفته يـد الـردى***يا شافي الأمراض من أرداكـا ؟
قل للمريض نجا وعوفي بعدمـا***عجزت فنون الطب ، من عافاكا ؟
قل للصحيح يموت لا مـن علـة***من بالمنايا يا صحيـح دهاكـا ؟
قل للجنين يعيـش معـزولاً بـلا***راع ٍ ومرعى ما الذي يرعاكـا ؟
قل للوليد بكى وأجهـش بالبكـا***عند الـولادة ماالـذي أبكاكـا ؟
وإذا ترى الثعبان ينفـث سمـه***فاسأله من ذا بالسموم حشاكـا؟
واسأله كيف تعيش يا ثعبـان أو***تحيا وهذا السـم يمـلأ فاكـا؟
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت***شهداً وقل للشهد مـن حلاكـا؟
بل سائل اللبن المصفى كان بين***دم وفرث مـن الـذي صفاكـا؟
وإذا رأيت الحي يخرج من ثنايـا***ميـت فاسألـه مـن أحيـاكـا؟
قل للهواء تحسه الأيدي ويخفـى***عن عيون الناس مـن أخفاكـا؟
وإذا رأيت البدر يسـري ناشـراً***أنواره فاسألـه مـن أسراكـا؟
وإذا رأيت النخل مشقوق النـوى***فاسأله من يا نخل شق نواكـا؟
وإذا رأيت النـار شـبّ لهيبهـا***فاسأل لهيب النار مـن أوراكـا؟
وإذا ترى الجبل الأشم مناطحـاً***قمم السحاب فسله من أرساكـا؟
وإذا ترى صخراً تفجـر بالميـاه***فسله من بالماء شـق صفاكـا؟
وإذا رأيت النهر بالعـذب الـزلال***جرى فسله مـن الـذي أجراكـا؟
وإذا رأيت البحر بالملح الأجـاج***طغى فسله مـن الـذي أطغاكـا؟
وإذا رأيت الليـل يغشـى داجيـاً***فاسأله من يا ليل حـاك دجاكـا؟
وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحيـا***فاسأله من يا صبح صاغ ضحاكا؟
هذي العجائب طالما أخـذت بهـا***عينـاك وانفتحـت بهـا أذناكـا
والله في كـل العجائـب مبـدع***إن لم تكن لتـراه فهـو يراكـا
يا أيها الإنسـان مهـلاً مالـذي***بالله جـل جـلالـه أغـراكـا؟
فاسجـد لمـولاك القديـر فإنمـا***لابـد يومـاً تنتـهـي دنيـاكـا
وتكون في يـوم القيامـة ماثـلاً***تجزى بمـا قـد قدمتـه يداكـا