- إِذا كنْتَ في كُلُّ الأمورِ معاتباً ... صديقَكَ لم تلقَ الذي لاتعتبهْ
- فعشْ واحداً أوصِلْ أخاكَ فإِنه ... مقارفُ ذنبٍ مرةً ومجانبهْ
- وإِن أنتَ لم تشربْ مراراً على القّذى ... ظمئْتَ وأيُّ الناسِ تصفو مشاربهْ
- وما الشكلُ إِلا حسنُ ظنٍ بصاحبٍ ... خذولٍ إِذا ما الدهرُ نابتَ نوائبهْ
- ومن ذا الذي تُرْضى سجاياه كلها ... كفى المرءَ نبلاً أن تعدَّ معايبهْ
بشار بن برد
- أعتبُ الدهرَ فيما جاءَ واحدةً ... ثم السلامُ عليه لا أعاتبهُ
البحتري
- إِذا أنتَ عاتبتَ الملولَ فإِنما ... تَخُطُّ على صحفٍ من الماءِ أحرفا
- وهبهُ ارْعَوَى بعد العتابِ ألم تكن ... مودةُ طبعاً فصارتْ تكلفا
ابن الرومي
- وكم من مليمٍ لم يصبْ بملامةٍ ... ومتبَّعٍ بالذنبِ ليس له ذنبُ
- وكم من محبٍ صدَّ من غيرِ بغضةٍ ... وإِن لم يكنْ في ودِّ خلَّته عتبُ
أبو علي المقالي
- أرى الدهرَ مغلوباً ضعيفاً وغالباً ... فلا تعتبَنْ لا يسمعُ الدهرُ عاتباً
- ولا تكذبنْ ما في البريةِ راحمٌ ... ولا أنتَ فاتركْ رحمةً عنكَ جانبا
- تَمَكَّنَ ذو طوْلٍ فأصبحَ حاكماً ... وجنبَ مدحورٌ فأصبحَ راهبا
- وفاتَتْ أناساً قدرةٌ فتمسكنوا ... ولم يخلقوا أسداً فعاشوا ثعالبا
محمد مهدي الجواهري